بعد مرور عشر سنوات على الهجمات الإرهابية.. "شموع باريس لا تنطفئ"
Description
بعد مرور عشر سنوات على الهجمات الإرهابية "شموع باريس لا تنطفئ"، هو عنوان روبورتاج أعدته فائزة مصطفى بمناسبة إحياء ذكرى الإعتداءات العنيفة التي شهدتها العاصمة الفرنسية، وراح ضحيتها أكثر من مائة وثلاثين قتيلا.
كل شيء يبدو هادئا في شارع فولتير بالدائرة الحادية عشر الباريسية، وهو الذي شهد قبل عشرة أعوام أعنف اعتداءات إرهابية.
لكن ما إن ندنو من مسرح باتكلان الذي شهد هجوما داميا خلف نحو تسعين قتيلا، نجد باقات من الورود معلقة على الجدران وأخرى موضوعة على الرصيف.الفضاء الثقافي الذي أوصد أبوابه استثناء بمناسبة إحياء الذكرى، يواظب على إقامة نشاطاته الفنية كرسالة تحد وصمود، لكن العازف الموسيقي باسكال مازال يجد صعوبة في الدخول الى هذا المكان والعمل فيه مجددا بسبب ما حدث، يقول إذاعة مونت كارلو الدولية:
يجب أن تستمر الموسيقى، لكن بالنسبة إليّ، أصبح مسرح باتاكلان أشبه بمعبدٍ حزين، نظرًا للعدد الكبير من القتلى الذين سقطوا تلك الليلة. وبحكم عملي في مجال الفن، أتصوّر كيف كانت القاعةُ ممتلئةً بالجمهور حينها، وأتخيّل حجمَ الرعب الذي عاشوه، لذلك أنا غير قادر على الدخول إلى هناك، سواء في إطار عملي في الفن أو حتى كمشاهد.
يتوقف الناس في الحديقة المقابلة لمسرح باتكلان، يتأملون اللافتة التذكارية حيث نقشت أسماء الضحايا، يشعلون الشموع ويضعون الزهور، ضمن تقليد واظب عليه سكان الحي وحتى السياح الأجانب تعبيرا عن تضامنهم، من بين هؤلاء ستيفاني التي تحدثت لإذاعتنا:
أنا حريصةٌ على الحضور هناك بشكل رمزي، من أجل تكريم كل أولئك الذين عانوا وماتوا في تلك الاعتداءات المروّعة. هناك الكثير من الأشخاص الذين نَجَوا، لكنهم يعانون اليوم نفسيًا، وبعضهم جسديًا أيضًا، ومن المهم جدًا ألا ننسى.
بقي أولفييه وفيا لعادة شرب قهوته في مقهى "لابيل إيكيب" في شارع شارون، بالدائرة الحادية عشرة الباريسية، رغم الذكريات الأليمة التي تخيم على المكان، كغيره من المحلات التي تعرضت واجهتها الى إطلاق النار من طرف الإرهابيين في تلك الليلة السوداء ما خلف عشرات القتلى وسط الزبائن، فالحياة بالنسبة له يجب أن تستمر هذا ما صرح به لإذاعة مونت كارلو الدولية:
بطبيعة الحال، هي نقطة سوداء في تاريخنا، ويجب علينا أن نستمر في الحياة من دون أن ننسى، لأن ما حدث أصبح جزءًا من ذاكرتنا الجماعية. من واجبنا أن نأتي إلى هنا لنترحّم على الضحايا، وأعتقد أن ذلك مهم جدًا بالنسبة لعائلاتهم.
أن تتمشى في الشوارع بالدائرتين العاشرة والحادية عشر البارسيتين، وحتى ضاحية سان دوني، أي المواقع التي شهدت الهجمات الإرهابية، يجعلك تشعر أن عاصمة الأنوار شبيهةٌ بطائر الفنيق الأسطوري، تنهض من رماد الألم لتستعيد نبضها بالحياة والفن.




